حاول حدث إماراتي الاعتداء جنسياً على شقيقه الذي لم يتجاوز عمره السادسة عشرة ، وعندما قرّر والده تسليمه إلى أمّه التي طلّقها منذ فترة لرعايته، ما كان من الابن سوى الاعتداء عليها بالسكين، فأُدخل على أثر ذلك دار الرعاية الاجتماعية في الفجيرة.
ووصف والد الحدث «م. ع» 16 عاماً، سلوكيات ابنه بأنها عنيفة وشاذة، مشيراً إلى أنه لم يبق أمامه سوى اللجوء إلى الشرطة، بعدما يئس من تغيير سلوكه الذي بات مصدر قلق وخطراً على أفراد أسرته.
وأوضح أن مشكلة ابنه تتمثل في أنه "عاق ولص وعدواني"، وما إن ينته من مشكلة حتّى يدخل في أخرى، فيهرب مع أصدقائه من المدرسة، ويسرق السيارات.
من ناحيتها أكّدت مديرة دار الرعاية الاجتماعية في الفجيرة موزة سعيد هلال، أن هذه أول حالة من نوعها تواجهها الدار، مرجعة الانحراف إلى عوامل بيئية، أهمها "غياب الوازع الديني، حيث إن الابن لم يكن يعرف شيئا عن الصلاة". إضافة إلى "التفكك الأسري، نتيجة الطلاق بين الوالدين، إلى جانب غياب القدوة والافتقار إلى السلطة الضابطة".
ووفقاً لرواية الأب فإن ترتيب «م» بين إخوته هو الثالث، وهو أحد أبنائه من مطلّقته التي انفصل عنها منذ سنوات بعيدة. مشيراً إلى أنه مختلف كلياً عن إخوته العشرة، «إذ إنه لا يتكلم إلا نادراً، وإذا أراد أن يتكلم يتلعثم ولا يقول جملاً واضحة».
وشكا الأب من أن ابنه احترف السرقة، وبلغ عدد السرقات التي نفذها 8، وألقت الشرطة القبض عليه وتدخل من أجل إنهاء الأمر.
وأشار إلى أنه لا يعرف القراءة والكتابة، على الرغم من أنه في الصف السادس، وتكرر رسوبه مرات عدة، حتى أصبح حجمه لا يتناسب إطلاقاً مع زملائه في الصف، لهذا كان يهرب، وينفذ أعمالاً مؤذية في المدرسة، يتحدى فيها الموجهين ويهرب مع زملائه في المدرسة. كما أنه يدخّن منذ أكثر من 3 سنوات، وكان يتشاجر مع إخوته.
وأوضح الأب أنه كان يعاقب ابنه بالضرب، خصوصاً حين كان يؤذى الجيران، أو يخرب سيارات.
واعتبر الإختصاصي الاجتماعي في دارالرعاية الاجتماعية في الفجيرة محمد الشايب أن «الانحراف في شخصية الحدث يكمن في كونه يتمتع بالشخصية السيكوباتية المرضية، حيث يقوم بتصرفات مضادة للمجتمع، تمثلت في اعتدائه على نظام المدرسة، عندما أخرج الطلاب من صفوفهم متحديا بذلك سلطة المدرسة واللوائح المعمول بها». لافتاً إلى أنه «على الجانب الآخر نجد السلوك العدواني المضاد للآخرين، ويتجلى في تصرفه عندما حاول الاعتداء بصورة لا أخلاقية على أخيه الصغير».
وأكد أن الحدث يفتقر إلى الاستبصار، وتالياً فإن ذلك يجعله يشعر بالإفلاس حيال المفاهيم الإيجابية المتجددة، مما يجعله لا يتجنب مواقف الصدام فيسرق سيارة، ثم يقودها، ليصل به الأمر في نهاية المطاف إلى تخريبها.