ابو اوس صديق مميــز
عدد الرسائل : 85 العمر : 44 المزاج : رساله شخصية : انا حظي كدقيق فوق شوك ناثروه
وقالو لقموم حفاة يوم ريح اجمعوه
فلما صعب عليهم الامر قالو يا اتركوه ان من يشقيه ربي انتم لن تسعده تاريخ التسجيل : 03/10/2008
| موضوع: يااااااااااااااااااااااااا الله اغفر لنا وسامحنا الخميس نوفمبر 06, 2008 9:57 am | |
| جردوها من ملا بسها بل من كل شي ثم حملوها إلى مكان مظلم
شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج .. في ارتفاعه وحركته ...
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من أخذها ...
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ... وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع ... ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ... وأحست بالظلام ينخر عظامها ..
ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت لانقاذها
لكن ... ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :
تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع لها يا بني .... هيا بنا ..
غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما : لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا اليه راجعون ..
كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
صوت الخطوات تبتعد ... الى أين أين تتركوني كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة
نظرت حولها فاذا هي ترى ....... ترى
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود
ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين تماما ..
تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة
لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة
قالت بصوت مرتعش : من أنت
فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ...
التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه .... فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
- من ربك
- هاه ..
- من ربك
- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
- ما دينك
- ديني الاسلام ..
- من نبيك
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ألم تكن تردده على لسانها دائما ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- من نبيك
- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
- نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس هذا موضع ابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....
اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ... واذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه ...
هنا .. قيل لها :
- هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
- ماذا
- هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم ... وتقاوم .. لا فائدة .. ان مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..
نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :
- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...
ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها .. ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :
- ما جاء بك
- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك
- أهذا أمر من الله عز وجل
- نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم
مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
- من أنت
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..
(( وولد صالح يدعو له ))
************ *****
عسى الله ان يمنع عنك عذاب القبر و ان يرزقك بدعوة صالحة
تنقذك من يد ملائكة العذاب
{يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك}
لطفا وليس أمرا | |
|
سلام صاآاآاآاآحــب الموقع
عدد الرسائل : 274 المزاج : رساله شخصية :
تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: رد: يااااااااااااااااااااااااا الله اغفر لنا وسامحنا الخميس نوفمبر 06, 2008 12:17 pm | |
| اللهم اعني وثبتي على ديني واغفر لي يا ارحم الراحمين
نعم اخي ابو اوس الرائع لقد نقلت قصه جميله وفي غايت الروعه
فما اصعب عذاب القبور
وما اصعب ان يكون للانسان اعمال سيئه لا يتذكرها الا في زهوت الموت
وما اجمل ان يكون له محبين يدعون له ويزيدون من حسن اعماله
فعندما تاتي زهوت الموت ياتيك المالك ليسائلك على اي دين انت
؟؟فان الله يساعدك لتنطق وهنا تكمن القصه
فلا يتسعنا القول الا اللهم ثبت ايماننا وارحمنا يا ارحم الراحمين
اشكرك اخي ابو اوس لما نقلته لنا من قصه رائعه ومن موعضه اروع
تقبل مروري ودمت بخير وصحه وعافيه | |
|
سياف الزهور صديق رائع
عدد الرسائل : 62 العمر : 35 العمل/الترفيه : مشروع معماري المزاج : great المهنه : رساله شخصية :
تاريخ التسجيل : 06/09/2008
| موضوع: رد: يااااااااااااااااااااااااا الله اغفر لنا وسامحنا الخميس نوفمبر 06, 2008 3:26 pm | |
| الموضوع في غاية الجمال
مع اني لا أتوقع أنو تكون هكذا هيي نهاية الدنيا
وهذكا أن تكون رحمة الله متوقفة على دعاء أحد لأحد
ولكن
مشكورا | |
|
روناء المدير التنفيذى
عدد الرسائل : 834 العمر : 35 العمل/الترفيه : طالبه جامعية المزاج : رايئه المزاج : المهنه : رساله شخصية :
تاريخ التسجيل : 02/09/2008
| موضوع: رد: يااااااااااااااااااااااااا الله اغفر لنا وسامحنا الجمعة نوفمبر 07, 2008 12:56 pm | |
| اللهم أحسن خاتمتنا و ثبتنا على العمل الصالح صديقي وصف يقشعر البدن ويدمع العين اللهم ارحمنا و اعف عنا فأنت التواب الرحيم و أغفر لو الدي ولأخوتى يارب العالمين ملاحظة شكرا نقلك الموضوع وينقل للقسم المناسب القسم الاسلامى | |
|
ابوعدى2005 صديق ماسي
عدد الرسائل : 317 العمر : 45 المهنه : رساله شخصية :
تاريخ التسجيل : 06/10/2008
| موضوع: رد: يااااااااااااااااااااااااا الله اغفر لنا وسامحنا السبت نوفمبر 08, 2008 8:38 am | |
| مشكور اخى على هذا الموضوع الجميل | |
|