عيناكي .. جاءت عيناكي تحملان وعدا وحلما وأملا بالحب
وبما يحمله الحب من بهجة وسعادة
لكنهما لم تكتفيا بذلك ..
بل جاءتا أيضا لتحملا إليه وعدا
وحلما
وأملا بأنك ستكونين معه .. وله .. رغم كل شي
رغـم .. كـل .. شـيء
وكل شيء كان يقول لك وله إن الحلم ليس أكثر من سراب
فثمة بينك وبينه عوالم رسمت حدودها بأزمنة غابرة قديمة قد ولت
وحين محت رياح التاريخ كل الحدود القديمة .. ظلت تلك الحدود بين عالمك وعالمه
قائمة .. راسخة .. تأبى أن تنحني أمام أية رياح
لكنك .. لكنك ابتسمتي ببهاء وقلت له بلى .. إن الخيار سيكون لنا ذات يوم
ومنذ ذلك الحين وهو يسأل نفسه ماللذي يمنع أن يكون الخيار لنا هــذا اليوم؟؟
إلى متى سنرجع كل شيء في انتظار يوم قادم لايعلم أحد كيف سيأتي؟؟
إن كان كل مانفعله فقط هو الإيمان أنه سيـأتي من تلقاء نفسه..
لا ياحبيبتي
لن يأتي ذلك اليوم من تلقاء نفسه
لن يأتي إن واصلنا القول إننا ننتظره وحسب
لن يأتي إن قلنا أننا سنخوض معركتنا غدا
وسنحلم بفكر جديد سيأتي غدا
وسنتألم ونخبيء أجمل مانملك كي نعلنه غدا
لا يا حبيبتي
هو لن يأتي إن واصلنا التفكير بهذه الطريقة
هو لا يأتي أصلا
بل علينا نحن أن نذهب إليه
علينا نحن .. أن نذهب إليه
إن ذلك الغد هو حلمنا الجميـــل والكبيـــر
واللذي لن يكون إلا مجرد وهم إن نحن تقاعصنا عن أداء
مايتوجب علينا أن نؤديه
إنه .. كما أنتي ..
حينما بدأت تلك الحكاية كنت حلما .. جميــلا .. قسيــا .. دونه أزمنة وحدود
تلك الحدود إياها
وها أنت اليوم تمنحين عمره المرهق حلمــا كان يظنه قد آل إلى مجرد خريف عابر
وشمســا .. كان يظن أن ليس له بعد منها إلا بعض الأطياف
هاأنتي
حقيقة يتأملها .. ويلمسها .. ويشمها
وكأنه يريد أن يثبت لنفسه المرة تلو الأخرى أنك : حقيقة .. ولست سرابا
كما سار عبر دروب هذا العمر وهو يؤمن ويعاود خلق ذلك الإيمان المرة تلو الأخرى
أن ذلك الحلم الجميل .. هو حلم .. بهي .. سيذهب نحو ذلك الغد ..
ولن ينتظره كي يأتي من تلقاء نفسه
سيذهب
ليعلن من هناك أنه هو .. هو الحقيقة
أنه .. ليس سرابا