هناك من يدخل حياتك بلا استئذان... يقدم لك الحب فوق اوراق الورد... يحملك
الى عالم اخر... يحول حياتك الى عالم خرافي... يشعر بمسؤوليته تجاهك... ويقوم اعوجاجك... ويعلمك الصدق في الحب... والاخلاص لهذا الحب... يحول سوادك الى بياض... وتلوثك الى نقاء... وليلك الى نهار... وظلمتك الى شمس... يمتزج بك... ويتحول مع الوقت الى قطعة منك... فيكون عينك التى ترى بها... وقلبك الذي تعشق به... وحبك السري الذي يربطك بالحياة...
وهذا النوع من البشر يجعلك تعيش مسكونا بالرعب من فقدانه... فاذا ما ضاع منك في زحمة الايام... بكيته بحرقة... حتى خيل اليك انك ستبكيه العمر كله..
هناك من يتسلل من حياتك بعد ان يملأ حقيبته بأحلامك وأمانيك وسعادتك وايام عمرك... ليفجعك في صباح اليوم التالي بكل هذه الاشياء... ويترك احساسا متضخما بسذاجتك...
هناك من يطيل الوقوف امام بوابة احلامك يستجديك نبض قلبك ويلح يإصرار... فإذا ما اطمأننت له... ووثقت به... وأذنت له بالدخول... عاث بمدينة احلامك فسادا... وشوه أجمل الأشياء في قلبك... وخلفك وراءه نادما على ثقه لم تكن في اهلها...
هناك من يجعلك تندم على معرفته... فيسقيك الاحساس بالندم كلما التقيته او تحدثت معه... موافقه تخذلك... وتصرفاته تخجلك... فتتمنى بينك وبين نفسك لو ان الزمان يعود الى الوراء كي لا تقترب منه... ولا تكرر خطاك الفادح في التعرف عليه...
لكنك عند كل امنيه محبطه تكتشف ان الزمان لا يعود الى الوراء... وان وجوده قد اصبح واقعا قد لا يمكنك التخلص منه... وعندما لا تملك سوى الاعتذار لنفسك على هذه المعرفه... وتتجرع الندم بصمت...
هناك من تبادله الحب... فيضمك الى ممتلكاته الخاصة باسم الحب.. ويحاصرك بغيرته المبالغ بها... فيسجنك بدائرة الممنوعات... يحصي عليك انفاسك... وتمتد يد غيرته لتبعثر احلامك ان خلت منه... ويسلبك ابسط حقوقك في التعبيرعن مشاعرك تجاه الأخرين... فيجعلك في حالة صراع دائم... بين ماكان وما يجب ان يكون...
هناك من يحبك بصدق... فيعاملك معاملة الورد... يحبك بصمت... ويحترمك بصمت... ويتمناك بينه وبين نفسه... ويمنعه اعتزازه بنفسه من الاقتراب منك اذا راك مشغولا باخر... فيكتفي بالحب من اجل الحب... ويحتفظ بك صوره جميله.. في ذاكرة نقية... فاذا ما احبطته الايام في حلمه... تمنى لك الخير صادقا... وانسحب بهدوء الاحلام...
هناك من يحبك بجنون, ويسعى جاهدا لاصبتك بعدوى هذا الجنون, ولا يستوعب رفضك لمشاعره بسهوله... فيحاصرك بجيش من المشاعر المرفوضه... ويفرض وجوده اللامرغوب على حياتك... ويمارس عليك غيرة غير مباحة... لا يعترف بمشاعرك الخاصة وأحلامك الخاصة... هو لا يكتفي بأن يحبك... بل يحملك جميل هذا الحب... فيصبح لزاما عليك ان تحبه وان تبارك هذا الحب... وان لم تفعل فإنه ينعتك بقائمة من الصفات المرفوضة انسانيا...
هناك من يغادر حياتك... فيترك خلفه فراغا باتساع السماء... فتحاول جاهدا ملء الفراغ خلفه... فتتعرف على من يستحق ومن لا يستحق.. وتتخبط في علاقاتك كي تنساه... احيانا تنجح وفي معظم الاحيان.لأ...