كانت عندنا سلحفاه
--------------------------------------------------------------------------------
تعلمت من السلحفاه !
كانت عندنا سلحفاة، وكنت أحب أن أتابعها وهي تمشي في فناء البيت.
وذات يوم حاولت أن أجعلها تسير فامتنعت وتجمعت داخل غلافها! فقد كانت الليلة شاتية باردة!! وأمسكت بعصا ورحت أضربها، لأرغمها على السير، ولكنها لم تعبأ بضربي لها، وكأن شيئاً لم يكن !!
تملكني الغيظ كيف لا تسمع كلامي، ولا تنزل عند رأيي، وأنا الذي اشتريتها، ودفعت ثمنها من مصروفي، وأتعهد طعامها وشرابها، وأوفر لها كل وسائل الإقامة في منزلنا؟
ورآني أبي وشاهد غيظي وحيرتي فسألني عن السبب فأبديت أسفي لعدم استجابتها لرغبتي.. ولما شاهد العصا في يدي قال: هاتها يا ولدي ورمى بها بعيداً.. ثم أوقد المدفأة وجلسنا حولها نستدفئ وإذا بالسلحفاة تقترب منا لتنال بعض الدفء فقد كانت الليلة شاتية شديدة البرد!!
وعند ذلك قال لي أبي: يابني الناس كالسلحفاة إن أردت أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك
منقول